حقن التخسيس.. وهم النحافة وأضرار بالجملة
شكرًا لكم على متابعة حقن التخسيس.. وهم النحافة وأضرار بالجملة وللمزيد من التفاصيل
في ظل تصاعد الضغوط المجتمعية للوصول إلى الوزن المثالي، انتشرت مؤخرًا حقن إنقاص الوزن بوصفها “حلًا سريعًا” لخسارة الدهون دون جهد، وسط دعاية ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي وسوق متنامٍ للأدوية “المعجزة”. لكن خلف هذا الاندفاع المحموم، تُخفي الحقن التي تحاكي الهرمونات الطبيعية في الجسم آثارًا جانبية خطيرة قد تنتهي بفقدان الحياة، بحسب ما كشفته تقارير دولية موثقة.
وفي تقرير مشترك لوكالة “رويترز” ومنظمة الصحة العالمية، حذّر خبراء من أن “أضرار إبر التنحيف قد تكون مميتة”، مؤكدين أن هذه الأدوية رغم قدرتها على كبح الشهية وتأخير إفراغ المعدة، إلا أن استخدامها دون إشراف طبي دقيق أو اقتنائها من مصادر غير موثوقة قد يُعرّض حياة المرضى للخطر.
ما هي إبر التنحيف؟
هي أدوية قابلة للحقن صُمّمت طبيًا لمحاكاة هرمون GLP-1 الذي يُفرز طبيعيًا بعد تناول الطعام، وتساعد هذه الإبر على:
• كبح الشهية.
• تعزيز الشعور بالشبع.
• إبطاء تفريغ المعدة.
وقد تم ترخيص بعض هذه الحقن أساسًا لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني، قبل أن يُعاد تسويقها كأدوية لإنقاص الوزن في العديد من البلدان.
أضرار خطيرة.. وآثار جانبية شائعة
رغم فعالية هذه الإبر في فقدان الوزن لدى بعض الحالات، إلا أن آثارها الجانبية الشائعة تتضمن:
• الغثيان، القيء، الإسهال، الإمساك.
• التأثير على الغدة الدرقية والكبد والقلب.
• اضطرابات في ضربات القلب وضغط الدم.
ومن جانبه، يشير الدكتور أحمد أبو الغيط، المتخصص في التغذية العلاجية والرياضية، إلى تحذير بالغ الأهمية يسلّط الضوء على الجانب المظلم من “حقن التنحيف” التي باتت شائعة مؤخرًا. فبينما يروّج البعض لهذه الإبر كحل سحري لإنقاص الوزن، يرى الدكتور أبو الغيط أنها أقرب إلى الوهم منها إلى العلاج الحقيقي، نظرًا لما تحمله من آثار سلبية خطيرة قد تُلحق ضررًا بالأعضاء الحيوية للجسم، مثل القلب، والكبد، والغدة الدرقية.
وأضاف أبو الغيط في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن خطورة هذه الإبر تكمُن في أنها تُستخدم غالبًا بعيدًا عن الإشراف الطبي، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام المضاعفات غير المتوقعة، لا سيما لدى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حساسية هرمونية. هذه الحقن، وإن بدت فعالة على المدى القصير في قمع الشهية أو إنقاص الوزن، إلا أن عواقبها بعيدة المدى قد تكون مدمّرة، خاصة إذا أسيء استخدامها أو تمّ اقتناؤها من مصادر غير رسمية.
من هنا، يُعدّ تحذير الدكتور أبو الغيط دعوة صريحة إلى إعادة النظر في الأساليب السريعة لحل مشكلة السمنة، والتركيز بدلًا من ذلك على خطط التغذية الصحية والنشاط البدني المستدام. فالمسار الآمن لفقدان الوزن لا يمر عبر الإبر أو الأوهام، بل عبر نمط حياة متوازن، بإشراف علمي دقيق يُراعي الفروق الفردية والحالة الصحية لكل شخص.
مشاكل أعمق.. الإدمان والانتكاسة
• إساءة الاستخدام: سهولة الحصول على هذه الأدوية من خلال الإنترنت أو جهات غير رسمية يجعلها عرضة للاستخدام العشوائي، بل والإدمان أحيانًا.
• فعالية مؤقتة: الدراسات تُظهر أن غالبية المرضى يعودون لاكتساب الوزن بمجرد التوقف عن العلاج.
• التكلفة العالية: العلاجات الأصلية باهظة الثمن، وغالبًا لا يغطيها التأمين الصحي، ما يدفع البعض للجوء إلى النسخ المقلدة الرخيصة، ذات الخطورة الأكبر.
• عدم معالجة الأسباب الجذرية: مثل أنماط الحياة غير الصحية أو العوامل النفسية المؤثرة على السمنة.
وفيات في أمريكا… وتحقيقات رسمية
في 6 نوفمبر الماضي، صرّح كارستن مونك كنودسن، المدير المالي لإحدى الشركات المُنتجة للعقاقير الأصلية، أن شركته تلقت تقارير عن:
• 10 وفيات
• أكثر من 100 حالة دخول للمستشفى
وذلك بسبب تناول نسخ مركّبة من أدوية التخسيس، خضعت لعمليات خلط وتغيير في المكونات داخل ما يُعرف بـ”الصيدليات المركّبة” في الولايات المتحدة.
وأشار كنودسن إلى أن هذه النسخ المقلدة لا تمر عبر قنوات التوريد الرسمية، بل يتم تسويقها عبر الإنترنت أو المنتجعات الصحية، ما يجعل تتبّعها ومراقبة سلامتها أمرًا بالغ الصعوبة.
أدوية مزيفة.. ومصادرة واسعة في أوروبا
في المملكة المتحدة، حذّرت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية(MHRA) من انتشار أقلام التنحيف المزيفة، والتي غالبًا ما تُباع دون وصفات طبية من مصادر غير معتمدة.
وذكرت الهيئة أنه منذ يناير 2023، تمت مصادرة 369 قلمًا مزيفًا من هذه الإبر، إضافة إلى توقيف عدد من المتورطين في بيعها دون ترخيص. ودعت الهيئة المواطنين إلى عدم شراء أي منتج مملوء مسبقًا من مصادر غير موثوقة، والتوجه إلى الأطباء المختصين لتقييم حالتهم وتحديد العلاج المناسب لهم.
في ظل تزايد التقارير عن مضاعفات خطيرة ووفيات بسبب إساءة استخدام أو تناول إبر تنحيف مقلدة، تُجمع الجهات الصحية حول العالم، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، على أن فقدان الوزن يجب أن يتم عبر خطة شاملة تشمل الغذاء الصحي والنشاط البدني، بإشراف طبي متخصّص.
إدوارد يروي المأساة.. رحلة التخسيس التي كادت تودي بحياته
في وقت تتزايد فيه الضغوط المجتمعية للظهور بمظهر مثالي، لا سيما في الوسط الفني، يلجأ الكثيرون إلى حلول سريعة مثل حقن التخسيس دون النظر إلى العواقب الصحية. الفنان المصري إدوارد قرر مشاركة تجربته المؤلمة التي مرّ بها بعد استخدام تلك الإبر، كاشفًا عن تداعيات خطيرة كادت أن تُنهي حياته. شهادته جاءت خلال استضافته في برنامج “صاحبة السعادة” مع الإعلامية إسعاد يونس، حيث روى تفاصيل “المرحلة الأصعب” في مشواره الإنساني والصحي، وهي رسالة تحذيرية لمن يضعون الشكل فوق السلامة.
روى الفنان إدوارد، بتأثر بالغ، تفاصيل ما وصفه بـ”المرحلة الأصعب” في حياته، والتي بدأت حين لجأ إلى حقن التخسيس لتغيير مظهره تلبية لمتطلبات دور تمثيلي، وانتهت بسلسلة من الأزمات الصحية الحادة، وصلت إلى إصابته بجلطة في القلب واكتشافه مرضًا خطيرًا لم يكن في الحسبان.
وقال إدوارد خلال لقائه مع الإعلامية إسعاد يونس في برنامج “صاحبة السعادة” على قناة “dmc”:عدّيت بمرحلة من أصعب ما يكون في حياتي… كل ده بدأ لما المخرج محمد سامي طلب مني أغير شكلي علشان أقدم دور في مسلسل رمضاني، وفعلاً قررت أخس، وبدأت أستعمل حقن تخسيس، وبالفعل خسّيت حوالي 15 كيلو في 6 شهور”.
وأوضح أنه بعد شهر ونصف فقط من استخدام الحقن، بدأت تظهر عليه أعراض غير طبيعية، قائلًا:
“بدأت أحس بألم شديد في معدتي، وبقيت مش قادر أدخل الحمام لأيام، ورافض الأكل تمامًا، وحرارتي كانت دايمًا مرتفعة بشكل مقلق”.
وتابع إدوارد سرد معاناته الصحية المتفاقمة، مضيفًا: “فجأة، جالي جلطة في القلب واضطريت أعمل عملية قسطرة، وتم تركيب 3 دعامات. والكارثة إني تاني يوم كنت بصور حلقة رأس السنة من البرنامج، وكأني مفيش حاجة… رغم إني ماكنتش مستوعب اللي بيحصلي أو خطورته”.
ولم تقف الأزمة عند هذا الحد، حيث أشار إلى أن الفحوصات الطبية كشفت له عن إصابته بأمراض أخرى خطيرة لم يكن يتوقعها، مضيفًا في نهاية حديثه:”اكتشفت حاجات تانية، منهم مرض خطير، وكنت في مرحلة صعبة جدًا على كل المستويات”.
تجربة إدوارد تسلط الضوء على مخاطر اللجوء إلى حلول سريعة وغير مدروسة لفقدان الوزن، خصوصًا دون إشراف طبي دقيق. وقد تكون قصته ناقوس خطر للجمهور العادي، ولزملائه الفنانين ممن يواجهون ضغوطًا دائمة للحفاظ على “الصورة المثالية”، حتى وإن جاء ذلك على حساب الصحة… أو الحياة.