هجرات الأنبياء دروس إيمانية في الالتجاء إلى الله
شكرًا لكم على متابعة هجرات الأنبياء دروس إيمانية في الالتجاء إلى الله وللمزيد من التفاصيل
عقدت اللجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، الندوةً الدِينيَّةً الثالثة بالجامع الأزهر الشريف، تحت عنوان: «الهجرة النبوية في القرآن الكريم.. دلالات ومعطيات خالدة»، وذلك ضِمن فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي الثامن، الذي تنظِّمه اللجنة تحت عنوان: «الهجرة النبويَّة.. تدبيرٌ إلهي وبُعْدٌ إنساني»، في إطار توجيهات الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ بترسيخ دَور الأزهر في حَمْل رسالة الدعوة، وإحياء منهجه الأصيل في بثِّ الوعي الدِّيني المنضبط، وتعزيز حضوره الفاعل في البناء الفِكري والأخلاقي للمجتمع.
وحاضر في النَّدوة -التي أُقيمَت فعاليَّاتها بعد صلاة المغرب بإشراف فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وأ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة- كلٌّ مِن: أ.د. أشرف شعبان، الأستاذ بجامعة الأزهر، وأ.د. عماد الدِّين عبده العجيلي، الأستاذ بجامعة الأزهر، في حين أدار الندوةَ الشيخ يوسف المنسي، عضو أمانة اللجنة العُليا للدعوة.
النبي ﷺ قضى ثلاث عشرة سنة في مكَّة
وفي كلمته، أكَّد الدكتور عماد عبده العجيلي، أنَّ النبي ﷺ قضى ثلاث عشرة سنة في مكَّة يدعو إلى التوحيد، ويتحمَّل الأذى والتنكيل، لا لشيء إلا حفاظًا على العقيدة، وأنَّ الابتلاء كان لحكمة إلهيَّة عظيمة؛ لئلَّا يُقال: إن النبي نُصِر بعصبيَّة قريش، بل شاء الله أن يكون النصر من خارجها، ليبقى الدِّين خالصًا للعقيدة، مشيرًا إلى أنَّ الهجرة كانت إعلانًا لميلاد أمَّة جديدة؛ ولذلك اختار المسلمون بداية تقويمهم من هذا الحدث المفصلي، لا من مولد النبي، ولا من بعثته؛ بل من هجرته؛ لأنها لحظة الانطلاق الحضاري الحقيقي.
النبي ﷺ خرج مهاجرًا امتثالًا
من جانبه، أوضح الدكتور أشرف شعبان أنَّ النبي ﷺ خرج مهاجرًا امتثالًا لأمر الله، وأقام في المدينة دولة عظيمة أرسى فيها الأمن ونشر العدل، مؤكدًا أن هجرة الأنبياء كانت دائمًا بأمر الله، وأنها دعوة للرجوع إلى الله، وهجر ما نهى عنه، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «المُهاجرُ من هجرَ ما نهى اللهُ عنه».
وفي ختام الندوة، لفت الشيخ يوسف المنسي، إلى أنَّ القرآن الكريم حين يتناول قضايا العقيدة، فإنه لا يُلقي الأحكام دفعة واحدة، بل يؤسِّس لها بأسلوب تربوي متدرِّج، يُمهِّد النفوس ويغرس اليقين، مبيِّنًا أنَّ القرآن حين تحدث عن الهجرة، عرضها أولًا في سياق الوعد الإلهي للنبي على مشارف مكة: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إِلى مَعادٍ﴾، ثم أعاده فاتحًا، تمامًا كما عاد موسى إلى مصر، ويوسف من السجن، لتكون الهجرة طريقًا لصناعة العقيدة، وترسيخ الإيمان.
وتُواصِل اللجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة تنفيذ فعاليَّات الأسبوع الدعوي الثامن بالجامع الأزهر، في إطار مشروع دعوي متكامل، يستلهم مِنَ الهجرة النبويَّة مقوِّمات البناء الحضاري، ويستهدف ترسيخ القِيَم الإيمانيَّة والإنسانيَّة في الوجدان العام، مِن خلال لقاءات عِلمية تُفعِّل دَور الخطاب الأزهري الوسطي في معالجة قضايا الواقع، وتعزيز الوعي الدِّيني المنضبط، بما يجسِّد الدور المتجدِّد للأزهر الشريف في توجيه الفِكر، وتهذيب السلوك، وبناء الإنسان.