يعتقد أنها من علامات الساعة .. هل تقترب بحيرة طبريا من الجفاف؟

شكرًا لكم على متابعة يعتقد أنها من علامات الساعة .. هل تقترب بحيرة طبريا من الجفاف؟ وللمزيد من التفاصيل

عادت بحيرة طبريا الواقعة في شمال فلسطين المحتلة إلى واجهة الجدل مجددا، مع تزايد الحديث في الأيام الأخيرة عن انخفاض حاد في منسوب مياهها، وصولاً إلى طرح تساؤلات وجودية حول مصيرها، وسط تفسيرات دينية ربطت الأمر بـ”علامات الساعة الكبرى”.

واقع علمي لا يرقى إلى الهلع

وفقا للبيانات الرسمية، يبلغ منسوب المياه الحالي في البحيرة نحو 211.3 مترا تحت سطح البحر، فيما يُعرف بـ”الخط الأسود” الذي يشير إلى أقصى انخفاض خطر عند 214.4 مترا تحت سطح البحر، هذا يعني أن البحيرة لم تصل بعد إلى مستوى الخطر الحرج، بل إن منسوبها الحالي لا يزال أعلى مما سجلته عام 2001 حين هبط إلى 214.87 مترا.

وبالرغم من القلق المشروع من التراجع الحالي في مستويات المياه، فإن التاريخ يشير إلى أن البحيرة تجاوزت أزمات مشابهة سابقا، وتعافت تدريجيا مع تحسن الظروف المناخية وتدخلات بشرية مدروسة.

الجفاف بين الواقع والمبالغة

يرجع التراجع الأخير في منسوب المياه إلى عدة عوامل طبيعية وبشرية، من أبرزها مواسم الجفاف المتكررة، والاعتماد المفرط على مياه البحيرة كمصدر رئيسي، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التبخر بسبب موجات الحر المتكررة.

ورغم هذه التحديات، يرى مختصون أن الفرصة لا تزال قائمة لتجنب سيناريو الجفاف الكامل، عبر إعادة النظر في سياسات استخدام المياه، وتوسيع مشاريع تحلية المياه، وربط البحيرة بشبكات مائية بديلة.

خطر “الدرج” يهدد السباحين

ومن التطورات الأخيرة ذات الصلة، أجرت بلدية اتحاد مدن طبريا دراسة لطبوغرافيا قاع البحيرة، ورصدت ظاهرة تُعرف باسم “الدرج” — وهي حافة مغمورة داخل المياه تنخفض بشكل مفاجئ من عمق 1.5 متر إلى حوالي 5 أمتار، مما يشكل خطراً على السباحين غير المحترفين خاصة مع الانخفاض المستمر في مستوى المياه.

وفي خطوة وقائية، تم فحص مواقع العوامات البحرية وضبطها بما يتناسب مع التغيرات في منسوب المياه، في حين شدد الاتحاد على أن الشاطئ غير مصنف كمكان سباحة رسمي، ولا يضم فرق إنقاذ أو خدمات طبية.

الموقع الجغرافي والأهمية الدينية

تقع بحيرة طبريا إلى الغرب من هضبة الجولان السورية، وتعد واحدة من أدنى المسطحات المائية على سطح الأرض، إذ تمتد على مساحة 64 ميلا مربعا، بطول 13 ميلا من الشمال إلى الجنوب، وعرض 7 أميال من الشرق إلى الغرب، ويبلغ أقصى عمق لها حوالي 157 قدما.

جيولوجيا، تغطي الصخور البازلتية غالبية المنطقة المحيطة، وهي صخور تعود إلى عصر الميوسين قبل نحو 5 إلى 23 مليون سنة، وتشكل جزءًا من الامتداد الطبيعي لجبل دوروز في سوريا.

وتحمل البحيرة رمزية خاصة لدى أتباع الديانة المسيحية، إذ ارتبطت بأحداث رئيسية في حياة السيد المسيح، أبرزها موعظة الجبل وتعليم صلاة الرب، ما يجعلها مكانا ذا طابع روحاني فريد يثير اهتمام المؤمنين من حول العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى