ممر داوود.. لعبة إسرائيلية جديدة في خرائط الشرق الأوسط باستخدام ورقة الدروز.. خبير يوضح
شكرًا لكم على متابعة ممر داوود.. لعبة إسرائيلية جديدة في خرائط الشرق الأوسط باستخدام ورقة الدروز.. خبير يوضح وللمزيد من التفاصيل
في قلب الشرق الأوسط المضطرب، لا تتحرك إسرائيل فقط بدافع الأمن القومي، بل أيضًا ضمن استراتيجية أوسع تعيد رسم ملامح التحالفات الطائفية والعرقية. ومن بين أبرز محاور هذه الاستراتيجية.. العلاقة المعقدة مع الطائفة الدرزية، خصوصًا في سوريا.
في الوقت الذي يعاني فيه الدروز في جبل العرب من وضع أمني واقتصادي هش، تحاول إسرائيل أن تظهر بمظهر الحامي، مستغلة هشاشة الوضع السوري وتراجع سلطة الدولة هناك، ولكن خلف هذه اليد الممدودة، تختبئ حسابات تتجاوز الدعم الإنساني.
تحركات إسرائيلية قديمة… لكنها أكثر وضوحًا اليوم
يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن دعم إسرائيل للدروز ليس مستحدثًا، بل يعود لسنوات، غير أنه أصبح أكثر علانية منذ اندلاع الأزمة السورية. فمع تراجع سيطرة الدولة السورية على بعض المناطق الجنوبية، كثفت إسرائيل من اتصالاتها غير الرسمية مع زعامات درزية، محاولة كسب ولائهم أو على الأقل تحييدهم.
هذه التحركات، كما يراها السيد، لا تنبع من تضامن طائفي، بل من رغبة استراتيجية في خلق منطقة عازلة على حدود الجولان ودرعا، تكون إدارتها بيد قوى محلية غير معادية لتل أبيب.
مشروع “ممر داوود”.. حلم إسرائيل القديم الجديد
من المفاهيم التي بدأت تظهر في التحليلات الأمنية الإسرائيلية، ما يُعرف بـ”ممر داوود”، وهو بحسب السيد، شريط نفوذ جغرافي سياسي تسعى إسرائيل لتأمينه من الجولان إلى البادية السورية، ويمتد حتى حدود العراق. هذا الممر، إذا تحقق، سيمنح إسرائيل عمقًا استراتيجيًا لمراقبة التحركات الإيرانية، كما يشكّل حاجزًا بينها وبين النفوذ الشيعي المتصاعد.
وفي هذا السياق، تُعد السويداء ومحيطها محطة أساسية في خريطة هذا الممر، إذ تسعى إسرائيل لكسب ثقة الدروز هناك من خلال دعم لوجستي غير معلن، وخطاب إعلامي يُظهرها كحليف موثوق مقارنة بالنظام السوري أو النفوذ الإيراني.
بحسب اللواء السيد، لا تسعى إسرائيل لتحالف مباشر أو دائم مع الدروز، بل إلى احتوائهم واستثمار وجودهم كعامل توازن محلي. فهي تستخدم النموذج الدرزي داخل أراضيها كأداة دعائية لإظهار قدرتها على دمج الأقليات. لكن الواقع أكثر تعقيدًا؛ فالتوترات داخل المجتمع الدرزي في إسرائيل تصاعدت في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد قانون “الدولة القومية”، الذي همّش دور الأقليات، وبينها الدروز.
في الختام، يبدو أن إسرائيل تتعامل مع الطائفة الدرزية كـ”أداة” داخل مشهد سياسي معقد، تحركها مصالحها الأمنية قبل أي اعتبارات ثقافية أو تاريخية. هذا الدعم الموجه وإن جاء مغلفًا بخطاب الحماية يخدم هدفًا واحدًا وهو ضمان الأمن الإسرائيلي عبر توسيع دائرة النفوذ، حتى وإن كانت الوسيلة أقل وضوحًا من الغايات.