كريمة أبو العينين تكتب: مرض الدول وموتها
شكرًا لكم على متابعة كريمة أبو العينين تكتب: مرض الدول وموتها وللمزيد من التفاصيل
انتهيت من قراءة كتاب مترجم عن الإنجليزية عنوانه ” زوال الامبراطورية الامريكية .. متى ” الكتاب بذل فيه مؤلفه جهدا رائعا وتفنيدا عبقريا ومقارنة رائعة جمع فيها كل اسباب زوال الأمم وانهيارها .
الكاتب قال ان موت الدول لايأتى مرة واحدة بل يسبقه وهن فى اطراف الدولة وتسيب فى اداء المسؤلين للمهام الموكلة اليهم ليصلوا بدولتهم الى مرحلة المرض وهذه المرحلة تطول وتتعدد فيها الدلائل وتكثر الاقاويل والاتهامات والقاء كل مسؤل بمسؤلية التقصير على الاخر حتى يستشرى المرض ويصبح العلل والعلة ظاهرين للقاصى والدانى ولكن لايحدث الانهيار والسقوط الفعلى للدولة بل تظل تترنح وتستقوى تارة وتستجدى أخرى .
بعد ذلك الوصف استشهد الكاتب بالفرس والروم وكيف ان انهيار مملكتهم كان بايديهم وبفسادهم ومجونهم . الكاتب عندما تحدث عن الدولة الاسلامية وامبراطورية الأندلس اكد انها كانت اعظم بناء حضارى استفادت منه اوروبا من اقصاها لاقصاها ولازالت تستفيد حتى الان واكد ان انهيار الاندلس كان بسبب رئيسى تمثل فى لهو الحكام وبعدهم عن شعوبهم وعدم امتثالهم للمذاهب الربانية والرسائل السماوية.
ويمضى الكاتب فى حصر وتفنيد انهيار الامبراطوريات وفناءها ليصل الى العصر الحديث ويؤكد ان الحضارة المصرية القديمة كانت خارجة عن اى تفنيد او تفاسير علمية ويقول ان الخضارة المصرية القديمة كانت ولازالت نبراسا للعالم كله وان ماهو موجود الان يعد مثالا صادقا وقويا على ان المصريين القدماء صناع الحياة التى لاتفنى بفناءهم وموتهم وزوال حكمهم .
ويصل الكاتب الى المرحلة الحالية ويستشهد بالقطب الاوحد الولايات المتحدة الامريكية وامبراطورية العم سام المرعبة كما وصفها فالكاتب يرى ان كل بوادر الوهن والمرض قد ظهرت على الجسد الامريكى وان الفناء والانهيار قادمين لامحالة والغريب انه يؤكد ان اليهود هم السبب الرئيسى فيما اعترى الكيان الامريكى من وهن وضعف وصورة مشينة وكراهية ظاهرة للعيان لواشنطن وسياستها المتعجرفه قراراتها المخيبة للامال الاقليمية والدولية.
الكاتب يؤكد ان أمام الولايات المتحدة الامريكية خمسة عقود كلهم مرض ووهن وبعدها ستتحلل امريكا واصبح دويلات وسيأكل بعضها بعضا ويظهر حينذاك المارد الصينى وسيتبعه التنين اليابانى وبعد ذلك ستتربع روسيا على رأس العالم وتصبح هى دولة الدعم والحق والعدل والخلاص وسيلجأ اليها الكل ويطلبون دعمها ويستفيدون بقوتها التى ستهيمن على العالم كله لعقود ليست بالقليلة . وبين انتظار ماذكره الكاتب وتحمل تبعات الواقع الشرق اوسطي الاليم لانملك الا الدعاء لمصرنا بالأمن والأمان والاستقرار والسلام.