قفزة صناعية | كبرى الشركات العالمية تفتح مصانع بمصر.. واقتصادي: السوق المحلي يتمتع بمقومات جذب قوية
شكرًا لكم على متابعة قفزة صناعية | كبرى الشركات العالمية تفتح مصانع بمصر.. واقتصادي: السوق المحلي يتمتع بمقومات جذب قوية وللمزيد من التفاصيل
في وقت تتشابك فيه التحديات الاقتصادية عالميًا، تبرز مصر كلاعب واعد في ساحة الاستثمار الصناعي، وتظهر قدرتها على جذب علامات تجارية عملاقة تسعى لتعزيز وجودها في أسواق جديدة ومستقرة.
وبين طموحات التطوير الحكومي وسعي الشركات الدولية لتوسيع إنتاجها، تقف مصر على مشارف قفزة صناعية كبيرة، خصوصًا في قطاع الغزل والمنسوجات، مع إعلان مجموعة “كريستال مارتن” العالمية عن مشروع ضخم جديد على أراضيها.
لقاء رفيع المستوى لرسم ملامح استثمار دولي جديد
وشهدت القاهرة اجتماعًا مثمرًا بين حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والمهندس هاني سلام، رئيس المجلس التصديري للغزل والمنسوجات، مع وفد رفيع من شركة “كريستال مارتن” العالمية لصناعة المنسوجات والملابس الجاهزة، برئاسة نائب رئيسها دانيال ستوكديل، لمناقشة خطط الشركة الطموحة للاستثمار في السوق المصري.
رافق الوفد كل من جيه كيه أنج، المدير العام للإنشاءات والمرافق، ورشا فهيم، المديرة التنفيذية للمجلس التصديري، ما يعكس جدية الشركة في خطواتها، وسط ترحيب رسمي بتوسيع نطاق الاستثمار في قطاع استراتيجي وحيوي.
مشروع ضخم على مساحة مليون ونصف متر
وتعتزم “كريستال مارتن”، التي يقع مقرها الرئيسي في هونغ كونغ، إقامة مصنع ضخم في مصر ضمن منظومة المناطق الحرة، بمساحة تصل إلى 1.5 مليون متر مربع. من المقرر أن يوفر المصنع أكثر من 4000 فرصة عمل مباشرة، مع اعتماد كبير على المكوّن المحلي بنسبة تتراوح بين 60% إلى 70%، ما يعزز من قيمة المنتج المصري وقدرته التنافسية.
مصر كمركز إقليمي لصناعة الملابس
من جانبه، أكد حسام هيبة أن مصر تملك اليوم كافة المؤهلات للتحول إلى مركز عالمي لتصنيع وتداول الملابس الجاهزة، خاصة في ظل الطفرة الكبيرة التي شهدها القطاع في السنوات الأخيرة. وأشار إلى التحسن الملحوظ في البنية التحتية، وامتداد شبكة الطرق والموانئ، ما يسهّل الربط بين مراكز التصنيع والأسواق الدولية بتكلفة تنافسية.
وأضاف أن الهيئة درست بعناية تجارب الدول الرائدة في مجال إعادة تصدير المنسوجات، واستفادت منها في وضع خريطة طريق تجعل من مصر مركزًا إقليميًا في هذا المجال خلال عامين فقط. وتابع قائلاً إن العديد من الشركات الكبرى بدأت بالفعل في التوسع من خلال المناطق الحرة في مدن مثل المنيا والعاشر من رمضان والعلمين والسادات، بالإضافة إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
البنية التحتية والتنظيم الإداري.. حوافز إضافية للمستثمرين
وأكد المهندس هاني سلام رئيس المجلس التصديري، أن التحسينات الإدارية واللوجستية التي شهدتها مصر مؤخرًا تشكل حافزًا مهمًا للمستثمرين. وقال إن تسهيل الإجراءات الحكومية، خاصة في ما يتعلق بالمناطق الحرة والمنافذ الجمركية، ساهم في تسريع عمليات الاستيراد والتصدير، ما يعكس اهتمام الدولة بتشجيع الاستثمار الإنتاجي.
وأضاف سلام أن المجلس يدعم جهود الترويج التي تقوم بها هيئة الاستثمار، ويسعى لاستقطاب علامات تجارية عالمية لافتتاح مكاتب ومراكز توزيع في مصر، ضمن منظومة المناطق الحرة، بما يتناسب مع طبيعة القطاع.
شركة كريستال مارتن.. انطلاقة جديدة من أرض الكنانة
وأوضح دانيال ستوكديل نائب رئيس الشركة، أن قرار نقل جزء كبير من عمليات الشركة إلى مصر جاء بعد دراسة دقيقة للبيئة الاستثمارية، ونتيجة الحوافز الضريبية، وتيسير إجراءات التأسيس والتشغيل. وأشاد بتوافر العمالة المدربة في مصر، مؤكداً أن الشركة تعتزم بدء الإنتاج خلال عامين، مع التركيز على التصدير للأسواق المرتبطة باتفاقيات تجارة حرة مع مصر، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
كما أعلن عن نية الشركة التقدّم للحصول على الرخصة الذهبية لتسريع خطوات الإنشاء والتشغيل، خصوصًا أن المشروع يفي بكافة معاييرها، ومنها الكثافة العمالية، ونقل التكنولوجيا، والتدريب، والتصدير، مما يتماشى مع الرؤية التنموية للدولة.
دلالة التواجد العالمي.. ثقة في السوق واستقرار اقتصادي
في السياق ذاته، يرى الدكتور رمضان معن أستاذ الاقتصاد بجامعة طنطا، أن وجود علامات تجارية عالمية شهيرة مثل ماكدونالدز، وستاربكس، وسامسونج، ولاكوست، ونايكي، وأديداس، يعكس ثقة هذه الكيانات العملاقة في البيئة الاقتصادية المصرية.
وأوضح أن هذه الشركات لا تدخل أي سوق دون دراسة شاملة، مما يؤكد أن السوق المصري يتمتع بمقومات جذب قوية واستقرار يدفع هذه العلامات إلى الاستثمار طويل الأجل.
فرص العمل ونقل الخبرات.. مكاسب تتعدى التجارة
وأشار معن إلى أن هذه العلامات تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في خلق عشرات الآلاف من فرص العمل، لا سيما في قطاعات مثل التجزئة، المطاعم، الصناعات التحويلية، والتكنولوجيا.
كما أن بعض هذه الشركات تلتزم بتدريب الكوادر المحلية وفقًا لأحدث المعايير الدولية، ما ينعكس على تطوير مهارات العمالة المصرية ونقل الخبرات العالمية إليها.
طفرة صناعية.. مشروع كريستال مارتن نموذجاً
وسلّط معن الضوء على إعلان مجموعة “كريستال مارتن” العالمية عن إنشاء مصنع ضخم في مصر على مساحة 1.5 مليون متر مربع. المصنع، الذي سيقوم بإنتاج علامات عالمية مثل نايكي وأديداس وليفايس، من المتوقع أن يوفر أكثر من 4000 فرصة عمل.
وأكد أن المشروع يندرج ضمن منظومة المناطق الحرة، ويعتمد بنسبة تصل إلى 70% على المكوّن المحلي، ما يُعد خطوة مهمة نحو توطين الصناعة وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
انعكاسات اقتصادية واسعة النطاق
وأوضح الدكتور معن أن هذه الاستثمارات تدعم ميزان المدفوعات من خلال زيادة الصادرات تحت علامات تجارية عالمية، كما تعزز الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية.
وبالإضافة إلى ذلك، تسهم العلامات التجارية العالمية في زيادة إيرادات الدولة من الضرائب والجمارك، فضلًا عن العوائد غير المباشرة التي تنعكس على قطاعات مثل النقل، والخدمات، والعقارات، والتأمين.
دفع المنافسة وتحسين الجودة المحلية
ومن الآثار الإيجابية الأخرى التي أشار إليها معن، أن دخول الشركات العالمية يرفع من مستوى التنافس في السوق المحلي، ما يدفع الشركات المصرية إلى تطوير منتجاتها وتحسين جودة خدماتها لمواكبة المعايير العالمية. هذه المنافسة البنّاءة تُسهم في خلق بيئة تجارية أكثر نضجًا وتطورًا.
مستقبل واعد رغم التحديات
واختتم الدكتور معن تصريحاته بالتأكيد على أن العلامات التجارية العالمية في مصر لم تعد مجرد منافذ بيع لمنتجات أجنبية، بل تحوّلت إلى أدوات اقتصادية فعالة تُعزّز الاستثمارات، وتُسهم في تشغيل العمالة، ودعم الصناعة الوطنية، وتحسين صورة مصر على الساحة الاقتصادية العالمية. وأشار إلى أن السنوات المقبلة قد تشهد مزيدًا من تدفّق هذه العلامات، خاصة في ظل استمرار الإصلاحات الاقتصادية وتطوير البنية التحتية لجذب المزيد من الاستثمارات.
مصر على الطريق الصحيح
وفي خضم تحديات عالمية لا تتوقف، تواصل مصر تعزيز مكانتها كمركز صناعي واستثماري جاذب في المنطقة. ومع دخول لاعبين عالميين مثل “كريستال مارتن”، فإن المستقبل يبدو واعدًا لقطاع الغزل والنسيج المحلي، خاصة في ظل التزام حكومي قوي بتوفير بيئة أعمال محفزة، وبنية تحتية حديثة، وحوافز تنافسية. إن ما نشهده اليوم ليس فقط مشروعًا صناعيًا، بل بداية مرحلة جديدة من التصنيع والتصدير والنمو الاقتصادي المستدام.