العلاقات مع سوريا طبيعية ومتوازنة.. وتوقع صفقة أمريكية‑إيرانية قريبة
شكرًا لكم على متابعة العلاقات مع سوريا طبيعية ومتوازنة.. وتوقع صفقة أمريكية‑إيرانية قريبة وللمزيد من التفاصيل
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن العلاقات مع سوريا “طبيعية وتسير في مسارها الصحيح”، موضحًا أن التواصل الرسمي بين الحكومتين بدأ منذ الأيام الأولى عبر وفود وزيارات متبادلة، ويستمر بوتيرة ثابتة حتى اليوم، خاصة في المجالات الأمنية والاقتصادية
كما أشار السوداني إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إبقاء العراق بعيدًا عن النزاعات الإقليمية، ما يساهم في حماية استقراره الداخلي والدبلوماسي
وأضاف أن العراق يعمل على احترام خيارات الشعب السوري، ويدعو إلى وحدة سوريا وتجنب التدخلات الأجنبية، مع التأكيد على ضرورة وجود عملية سياسية شاملة تحمي حقوق جميع المكونات وتدعم مواجهة تنظيم داعش بجديّة
في نفس المقابلة، تحدّث السوداني عن احتمال حدوث صفقة أميركية‑إيرانية مستقبلية، معبرًا عن تفاؤله بأن هناك “رغبة جادة” من الجانب الإيراني في التوصل إلى اتفاق يضمن مصالحها، مما سيؤدي إلى تهدئة الأجواء حول الملف النووي وتخفيف التوتر الإقليمي
وأوضح أن العراق يدعم هذا المسار كوسيلة لتحقيق استقرار أوسع بالمنطقة.
قوبلت تصريحات السوداني بردود فعل إيجابية داخل العراق، حيث رحبت القوى السياسية بموقف الاعتماد على الحوار والتفاهم كوسيلة للحفاظ على الأمن. كما حظيت تصريحه حول العلاقات مع سوريا بارتياح إقليمي، لا سيما لدى دمشق، التي تبحث عن شريك موثوق لتثبيت مصالحها الاقتصادية والأمنية.
ويعكس هذا الخطاب محاولة بغداد إعادة رسم جغرافيا العلاقات الإقليمية بعقلانية سياسية، بعيدًا عن التوترات الإيديولوجية. كما يسعى العراق إلى ترسيخ مكانته كدولة فاعلة لا تعتمد على تحالفات عرضية، بل على التنسيق المؤسسي واستعادة سيادته الكاملة.
تبنى العراق منذ عام 2003 سياسة انخراط تدريجي في الملف السوري بعد سنوات من الصراع والتوتر، حيث شهد التواصل الرسمي مع دمشق موجات من الانقطاع ثم الانفتاح. وقد أدركت بغداد مبكرًا ضرورة اعتماد رؤية شاملة تُهيّئ سوريا المتنوعة لبناء استقرار دائم.
وتأتي تصريحات السوداني حول احتمال صفقة بين واشنطن وطهران في سياق واقعية سياسية جديدة، تدفع بالعراق إلى تعزيز دوره كوسيط محتمل يسعى إلى التهدئة وضبط المتغيرات الأمنية. وفي هذا الإطار، يمثل العراق بنية وسياقًا جغرافيًا حيويًا لحركة طهران ضمن التفاهمات المقبلة.
وتؤكد تصريحات السوداني رؤية عراقية متوازنة تسعى إلى تعزيز العلاقات مع سوريا على قاعدة السيادة والاحترام المتبادل، وفي الوقت ذاته تدرك أهمية التفاهم الأمريكي‑الإيراني في تعزيز استقرار المنطقة.
ويمثل هذا التوجه السياسي محاولة لفرض منطق الدولة ومؤسساتها كأداة لحفظ الأمن وتنمية العلاقات الإقليمية.